الأخوة

الكاتب:- مشعل 

الاخوة هذه الكلمة التي رزقها الله لنا  لكن لا يعرف معناها الى قلة، ففي الصغر أغالب الاوقات صديق ابدي ، لكن في الكبر تظهر الغطرسة وامر الميراث فينقلب الامر الى جحيم ربما علني ، لماذا كيف ومتى هذه ما يسال عنها الوالدين في اغلب الاحيان حينما تاتي المشاكل التي لا تظهر الى في اشد الامور احراجا وامام  الملاء وعدوا متربص حاقد قد ينتظر اللحظة منذوا زمن.    

مهما أحببت من الناس فالاخوة هي نعمة لا تعوض هي العزوة هي الصداقة الابدية التي من المفترض لا تنتهي وهي الصخرة التي تستند عليها في اشد الامور قسوة وتحت ضغوطات وانهيار نفسي ، يحزن كل من له قلب وضمير على الفراق الذي ربما يستمر على المدى البعيد، على الامور التافه  يثقل قلب الام الضعيفكيف لا اذا الامر فيه وارث وموروث أو من هو رمز العائلة؟

 

وقال تعالى في سورة القصص(وأخي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)رغم انه امر من الله الى انه رشح موسى عليه السلام أخيه ليكون له سند يسند عليه في دعوتهوقصة البئر المسكون الذي تبين قيمه الاخ حيث أنه يحكى ان أهل قرية كان لهم بئر يشربون منها، وحدث أنهم كلما ادلوا دلوهم داخل البئر يجلبوا منه المياه خرج الحبل بلا دلو، فتعجب القوم وظنوا أن البئر مسكونة، ولكنهم عادوا الكره، وكلما دولهم خرج الحبل خاويا، فأصبح الأمر مصدر قلق وإزعاج في القرية لجهل أهلها بسبب ما يحدث بالبئر، حتى قالوا أنها بئر مسكون من الجن.

وقالوا فيما بينهم نريد أحد من أهل القرية يدخل هذا البئر ويأتينا بالخبر، فتبرع أحدهم لتلك المهمه أن يربط بحبل وينزل البئر، ولكن هذا الرجل اشترط أن يأتي أخوه ويمسك معهم الحبل الذي سوف يربط فيه !

فأستغرب أهل القرية من شرطه وطلبه، وهم مجموعة وأقوياء للقيام بهذه المهمة، وحاولوا اقناعه دون جدوى، ولم يكن أخوه وقتئذ حاضرا ..

وافق أهل القرية على طلبه، وأتوا بأخيه، يمسك معهم الحبل، ودخل الرجل في هذه الغياهب، ليستشرف الخبر، فوجد قردا داخل البئر، فحمل القرد على رأسه دون أن يخبرهم وقال لهم اسحبوا الحبل فلما دنا من فم البئر نظروا شيئا غريبا خارجا من البئر، فظنوا أنه شيطانا، فتركوا الحبل إلا أخوه، فطل ماسكا بالحيل خوفا على أخيه.وعندما خرج أخوه من البئر، حينها عرف الجميع لماذا أصر الأخ على وجود أخيه لأنه كان واثقا أنه حينما يتركه الجميع لن يتركه أخاه ولولا وجود أخاه لتركه الجميع يسقط ليلقي حتفه داخل البئرولذلك كان الأخ سبب نجاه أخيه.     

 

خلاصة القول لا تغتر بنفسك بمجرد انك الأكبر أو متعلم يعني أنك ستصبح الأب الثاني والمثل الأعلى لأخوانك وأنك أعجوبة الزمان في عصرك وأنه لن يكون رمز أو مسؤول العائلة أحد غيرك، الان الفرص متكافئة وجميع المجالات متساوية فلا تحاول تهميش أو التعالي أو التقليل على أخوتكفالأخوة هي مجرد رمشة عين لن تهتز الى إذا أغمض أحد العينين أول كلاهما، فالقانون والشريعة نظامها واحد وليس في أنظمتها  فرد جاحد.

فالله يصلح الحال  على هذا البلاء الذي ابتلي به، استيقض من حلمك فلن ينفعك احد الى اخوتك في وقوفك أو سقوطك.