خمسة بالمائة من الطلبة في الأردن يعانون من صعوبات في التعلم
كشفت
معطيات رسمية في عام 2009 ان نحو خمسة بالمائة من الطلبة في مدارس وزارة التربية والتعليم يعانون
من صعوبات في التعلم . وكانت الوزارة بدأت بتنفيذ برنامج غرف المصادر عام 1993 الذي
وضع خططا تعليمية تلبي احتياجات الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم في مرحلة
التعليم الاساسي وتنفيذها في غرفة مجهزة بالاثاث والوسائل التربوية.
وتحتاج
هذه الفئة من الطلبة الى برامج للتعليم العلاجي الفردي لمعالجة ضعفهم الاكاديمي الناتج
في الاغلب عن خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي. وقال مدير التعليم في الوزارة نايف
العموش ان البرنامج يشمل كل طالب يعاني من صعوبة في التعلم في الصفوف الاساسية مثل
بطء او ضعف تعلم المهارات اللغوية والحسابية كالقراءة والكتابة والتهجئة مشيرا إلى
أن هذا الضعف يعود لاسباب متباينة عضوية ونفسية واجتماعية.
واضاف
ان هناك فئة من الطلبة يعانون من درجات خفيفة من الضعف في المهارات الاساسية في اللغة
العربية والحساب وهؤلاء يحتاجون الى برامج علاجية خاصة مع ابقائهم في صفوفهم. وقالت
متخصصة التعليم العلاجي وغرف المصادر في مدرسة ام نوارة دينا شهاب ان كفاءة المتخصص
تظهر في قابليته واستعداده للعمل مع الطلبة المستهدفين مشيرة الى اهمية تكييف البيئة
المحلية لايجاد وسائل تعليمية بسيطة تساعد الطفل على الفهم والاستيعاب.
واكدت
شهاب اهمية التنسيق المستمر مع معلم الصف حول الاساليب والمواد التي تتناسب مع الطلبة
ذوي صعوبات التعلم والتنسيق مع اسرهم مشيرة الى انه بعد اكتشاف مشكلة صعوبة التعلم
لدى الطالب تجري دراسة حالته ومن ثم يخضع لاختبار تحصيلي تحدد معطياته مستوى المشكلة
مؤكدة اهمية دور الاسرة في المعرفة المبكرة لحالة ابنائهم ذوي صعوبات التعلم. واشارت
إلى تزايد نسبة هذه الفئة بسبب اهمال الاهل وتقصيرهم في متابعة ابنائهم خاصة اذا كان
عدد افراد الاسرة كبير إضافة إلى ضعف التغذية الناتج عن الفقر واكتظاظ الصفوف حيث لا
ياخذ الطالب حقه في التركيز والانتباه.
ودعت
الى ايلاء هذه الفئة من الطلبة اهتماما اكبر من خلال فتح اعداد اضافية من غرف المصادر
في المدارس وتعيين اكثر من مدرس تربية خاصة في المدرسة اذا احتاج الامر. وقالت المرشدة
التربوية وفاء الجازي انه يمكن اكتشاف مشكلة صعوبة التعلم من خلال تتبع اداء الطالب
في المدرسة مشيرة الى أن هؤلاء الطلبة يتصفون عادة بالاندفاع والنشاط الزائد او الهدوء
الزائد وضعف التركيز واضطراب الذاكرة وتدني مستوى التحصيل الدراسي بشكل كبير.
واثنى
الاخصائي النفسي الدكتور راشد الحسن على برنامج غرف المصادر لعلاج حالات صعوبات التعلم
لدى الطلبة مؤكدا اهمية تنسيق جهود اسرهم مع جهود معلم غرفة المصادر والكادر التربوي
وهو ما يعرف بتكامل ادوار البيئة المدرسية الاسرية. وقالت والدة احد الطلاب الذين يعانون
من صعوبة في التعلم ان على الاهل مسؤولية كبيرة في مساعدة ابنائهم بالتعاون مع المدرسة
مشيرة الى ضرورة مراعاة الحالة النفسية لهؤلاء الاطفال وعدم التفريق بينهم وبين اخوتهم
وعدم توبيخهم بالإضافة إلى عرض حالتهم على مختص.